الخميس، 13 فبراير 2014

الخط العربي هو فن وتصميم الكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية. تتميز الكتابة العربية بكونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.


و يقترن فن الخط بالزخرفة العربية (أرابيسك) حيث يستعمل لتزيين المساجد والقصور، كما أنه يستعمل في تحلية المخطوطات والكتب وخاصة لنسخ القرآن الكريم. وقد شهد هذا المجال إقبالا من الفنانين المسلمين بسبب نهي الشريعة عن رسم البشر والحيوان خاصة في ما يتصل بالأماكن المقدسة والمصاحف.

يعتمد الخط العربي جماليا على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم في أدائه فنيا العناصر نفسها التي تعتمدها الفنون التشكيلية الأخرى، كالخط والكتلة، ليس بمعناها المتحرك ماديا فحسب بل وبمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادى في رونق جمالي مستقل عن مضامينه .

أصل الخط العربي:

تعددت آراء الباحثين حول الأصل الأول للخط العربي ومن أبحاث علماء اللغات السامية، تعد لغة المسند (في شبه الجزيرة العربية) متأثرة باللغة الآرامية في العراق والشام وفلسطين بين القرنين الثالث ق.م والسادس م.
يذهب الكاتب الأكاديمي حسان صبحي مراد إلى القول بأن خط المسند هو الأصل الأول للخط العربي، الذي سمي أيضا بخط الجزم -أي القطع- لاقتطاعه من خط المسند الحميري، وعلى إثره استخدموا الخط النبطي (آرامي النشأة) نقلا عن الأنباط الذين استوطنوا الأقاليم الآرامية فتحضروا بحضارتهم مستخدمين لغتهم وخطهم ليشتقوا منه خطهم المسمى بالخط النبطي الذي استخدمه ملوك العرب أولا سنة 250 م ليتطور ويتشكل مبتعدا عن الخط الآرامي ومقتربا من كتابة (المسند).

نشأة الكتابة العربية:

اختلفت آراء الناس كثيرا حول نشأة الكتابة العربية وعد العرب أن هذا أمر طبيعي وأن الكتابة هي وجه من وجوه الحضارة، وقد يطور أحدهم الكتابه فينال عمله رضا للناس فيأخذون به بسرعة ما ينتشر دون أن يفكر أحد بتأريخ حركته المطورة.

نشأة الخط العربي وانتشاره:

إن اللغة العربيةتتطور كنطق، فلغتنا العربية كانت أصلا لهجات تتميز عن بعضها البعض بين قبيلة وأخرى بحسب مواطن وسكن كل قبيلة وجيرانها، أو بحسب الدول والممالك التي قامت، وبمجيء الإسلام فيما بعد، توحدت هذه اللهجات بنزول القرآن على لهجة قريش، ويميل المؤرخون إلى أن الخطوط المتداولة في فجر الإسلام كانت خطوط ((الحيري – الأنباري الملكي – المدني – الكوفي – والبصري)) ومن المؤسف أن أشكال هذه الخطوط لا يعرف عنها شيئا كثيرا لقلة النماذج. 

الكتابة في زمن الرسول:

في زمن الرسول جاءنا ديننا الإسلام ليرفع بالعرب دينا وأخلاقا، وكان الإسلام مرتبطا باللغة العربية والخط العربي العريق، وقد ظهر الخط العربي بنسخ القرآن الكريم فانتشر بين العرب في العالم الإسلامي، وكان الناس يتداولون الرسائل فانتشر بسرعة أيضا، وبخاصة في الرسائل التي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يرسلها إلى ملوك الروم والفرس، وعند إقامة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة قام ببناء مسجد للتعلم فيه وكلف عددا من الصحابه للتعليم فيه وهكذا تابع الخط العربي التطور مع الوقت حتى يومنا هذا.

نماذج:

المخطوطات الآتية تعود إلى القرن الأول الهجري. لم تكن العربية آنذاك منقوطة ولم تكن تكتب الحركات ولا رقم الآية ولا اسم السورة.

تسميات الخطوط العربية:

أخذت الخطوط العربية مناهج عدة في التسمية، فسميت إما نسبة إلى أسماء المدن كالنبطي والكوفي والحجازي والفارسي، أو أسماء مبدعيها، كالياقوتي (المستعصمي)، والريحاني والرياسي، والغزلاني، كما سميت أيضا نسبة مقادير الخط، كخط الثلث ثلث والنصف والثلثين، إضافة إلى تسميته نسبة إلى الأداة التي تسطره، كخط الغبار، وكذلك نسبة إلى هيئة الخط كخط المسلسل.

أنواع الخط العربي الاساسية:

الخط الكوفي:

هو أقدم الخطوط العربية وأعرقها على الإطلاق نشأ واعتمد في عصر النبوة لحاجة المسلمين لتدوين القران الكريم ولا زال يعرف حتى يومنا هذا بالكوفى المصحف ونسب إلى أول مدينة أنشأها المسلمون وهى الكوفة ومنه نسب . وهو خط يابس هندسي زخرفى يحتاج إلى دقة ودراية . ومن حظ هذا الخط العريق أنه يحمل صبغة تاريخية حيث ينسب إلى دول وبلدان وممالك وحقب تاريخية هامة في الأمة مثل (الكوفى المملوكى) و(الكوفى الأيوبى) و(الكوفى الفاطمى) و(الكوفى الأندلسى) كما ينسب إلى إقليم مثل (الكوفى النيسبورى) و(الكوفى القيروانى) وغيرها من الكوفى المتعرف عليه مثل (الكوفى المورق) و(الكوفى الشطرنجى) و(الكوفى المضفور). ومن أعلام ومؤرخي هذا الخط الجليل عالم الآثار المشهور يوسف أحمد حيث اهتم به اهتماما خاصا وفرغ نفسه لخدمته والتعريف به بعد أن كان على وشك الاضمحلال . واهتم نخبة من تلاميذه بهذا الخط ، كان آخرهم الخطاط محمد عبد القادر.

خط النسخ:

هو أحد أوضح الخطوط العربية على الإطلاق يستخدم في كتابة المطبوعات اليومية والكتب التعليمية والمصاحف والمواقع الإلكترونية ويعتبر أول خط يتعلمه النشء في العالم العربي والإسلامي ويعتبر أسهل الخطوط قرأءة وكتابة (وقد سمي بعدة تسميات: البديع، المقور، المدور)، وهو من الخطوط العربية الستة، ويجمع بين الرصانة والبساطة ومثلما يدل عليه اسمه فقد كان النساخون يستخدمونه في نسخ الكتب.
أول من وضع قواعد خط النسخ الوزير ابن مقلة، وجوده الأتابكة (فعرف باسم خط النسخ الأتابكي) وتفنن في تنميقه الأتراك الذين أبدعوا فيه وعلى رأسهم الحافظ عثمانالذي وضع ميزان الحروف لهذا الخط ومحمد عزيز الرفاعي الذي نقل هذا الخط إلى مصر ثم ماجد الزهدي الذي نقله إلى العراق

خط الثلث:

خط الثلث هو نوع من أروع الخطوط العربية منظرا وجمالا وأصعبها كتابة وإتقانا سواء من حيث الحرف أو من حيث التركيب، كما أنه أصل الخطوط العربية، والميزان الذي يوزن به إبداع الخطاط. ولا يعتبر الخطاط فنّانا ما لم يتقن خط الثلث، فمن أتقنه أتقن غيره بسهولة ويسر، ومن لم يتقنه لا يعد بغيره خطاطا مهما أجاد. ويمتاز عن غيره بكثرة المرونة إذ تتعدد أشكال معظم الحروف فيه؛ لذلك يمكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال مختلفة، ويطمس أحيانا شكل الميم للتجميل، ويقل استعمال هذا النوع في كتابة المصاحف، ويقتصر على العناوين وبعض الآيات والجمل لصعوبة كتابته، ولأنه يأخذ وقتا طويلا في الكتابة.
يعتبر ابن مقلة المتوفى 328 ه، واضع قواعد هذا الخط من نقط ومقاييس وأبعاد، وله فضل السبق عن غيره، لأن كل من جاء بعده أصبح عيالا عليه، وجاء بعده ابن البواب علي بن هلال البغدادي المتوفى سنة 413 ه، فأرسى قواعد هذا الخط وهذبه، وأجاد في تراكيبه، ولكنه لم يتدخل في القواعد التي ذكرها ابن مقلة من قبله فبقيت ثابتة إلى اليوم وأخيرا ياقوت المستعصمي. أشهر الخطاطين المعاصرين الذين أبدعوا في خط الثلث هو المرحوم هاشم محمد البغدادي، الخطاط مصطفى راقم، حمد الله الأماسي، سامي أفندي، حامد الأمدي، الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي، والخطاط محمد حسنى وسيد إبراهيم ومحمد إبراهيم سعد حداد ومسعد خضير البور سعيدى الأستاذ حسن جلبي،محمد اوزجاى داود بكتاش، وعثمان أوزجاي. والأستاذالكبير محمد شوقى أفندى.الخ

خط الإجازة (التوقيع) (الرياسي):

مزيج من النسخ والثلث معا، فمن يجيدهما يجيد خط الإجازة.

خط الرقعة:

وسمى بذلك نسبة الى الرقاع وهو جلد الغزال، ابتكره الخطاط العثمانى ممتاز بيك وأنشئ في الدووين الخلافة العثمانية لتوحيد خط الكتابة بين مواظفى الدولة ويعتبر خط الرقعة خط الكتابة اليومية ومن أشهر كراريس التعليمية كراسة عزت كما أن له أسليب متعرف عليه منها أسلوب تركى ومصري أو تجارى كم انه يعتبر عند معلمى الخط هو الخط الأول للمتعلم إلا ماندر ومن الخطاطين المجيدين في خط الرقعة في الوقت الحديث الخطاط السعودي علي مرزوق الشبلي حيث يعد من المهتمين بالخطوط العربية وقد درب مادة الخط العربي في معهد الإدارة العامة واستفاد كثيرا من مزاملة الأستاذين الخطاطين فوزي زقزوق والطاهر عبد الوهاب وهو يعتبر الأول مرشده وملهمه ويعاب على الخطاط الشبلي عدم عرض أعماله وابرازها حيث يحتفظ حتى الآن بمخطوطاته في منزله كما يجيد خط الجلي ديواني وهو يعشق الآمدي كثيرا ويعد مجتمع الخط باقامة معرضه الأول في الأشهر القادمة بمدينة الرياض

الخط الديواني (السلطاني) (الغزلاني):

هو أحد أجمل الخطوط العربية يتميز بالحيوية والطواعية وكأن حروفه تتراقص على الورق ويقال إن أول من وضع قواعده وحدد موازينه الخطاط إبراهيم منيف وقد عرف هذا الخط بصفة رسمية بعد فتح السلطان العثماني محمد الفاتح للقسطنطينية عام 857 ه كان يستعمل في كتابة الأوسمة والنياشين والتعيينات ولهذا سمي بالديواني نسبة إلى الدواوين الحكومية وكان في أول أمره سر من أسرار القصور في الدوله العثمانية وقد كانت له صورة معقدة تزدحم فيها الكلمات وتزدحم أسطره ازدحاما لا يترك بينهما فراغ يسمح بإضافة أى حرف أو كلمة إليهاوهذا التعقيد كان مقصودا لذاته منعا من تغيير النص في تلك الأوراق الرسمية و من أشهر خطاطي هذا النوع الخطاط مصطفى غزلان بك حتى سمى بالخط الغزلانى نسبة له حيث خرج به من مرحلة التعقيد والازدحام إلى مرحلة السهوله في الكتابة.و مقاييس نقطه بسمك القلم الذي يكتب به بالطول والاتساع والميل والانحناء والارتفاع وهذا الخط له نواعان :
 1- الخط الديواني المرسل : وله عدة مدارس وهم المدرسة البغدادية و المدرسة المصرية و المدرسة التركية و كل من هذه المدارس لها قواعدها الخاصة بها وهذا النوع له قواعد دقيقة جدا ولا يقبل التغيير و يمتاز بإمكانية كتابة الحرف الواحد على عدة أشكال مختلفة
2- الخط الديواني الجلي و يمتاز هذا النوع من الخط باليونة و سهولة المد و الشد فيه و يكثر فيه الزخارف لذا يستخدم حين يريد الخطاط عمل لوحة على شكل معين فليونة الخط تساعد على ملئ الشكل المحدد و الزخارف تملئ الفراغات الصغيرة لتحديد الشكل بطريقة ادق.  

الخط المغربي:

الخط المغربي نوع من خطوط الأبجدية العربية ينتشر استخدامه في بلدان شمال إفريقيا و موطنه عموم بلاد المغرب الكبير من ليبيا إلى المغرب، كما استخدم سابقا في الأندلس.

الخط الفارسي (التعليق):



نموذج للخط الفارسي من خطوط الشيخ نسيب البيطار عام 1935 في القدس.
ظهر الخط الفارسي في بلاد فارس في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي). ويسمى (خط التعليق) وهو خط جميل تمتاز حروفه بالدقة والامتداد. كما يمتاز بسهولته ووضوحه وانعدام التعقيد فيه. ولا يتحمل التشكيل، رغم اختلافه مع خط الرقعة.
يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلا عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع.
وكان الإيرانيون قبل الإسلام يكتبون بالخط (البهلوي) فلما جاء الإسلام وآمنوا به، انقلبوا على هذا الخط فأهملوه، وكتبوا بالخط العربي، وقد طور الإيرانيون هذا الخط، فاقتبسوا له من جماليات خط النسخ ما جعله سلس القياد، جميل المنظر، لم يسبقهم إلى رسم حروفه أحد، وقد (وضع أصوله وأبعاده الخطاط البارع الشهير مير علي الهراوي التبريزي المتوفى سنة 919 هجرية).
ونتيجة لانهماك الإيرانيين في فن الخط الفارسي الذي احتضنوه واختصوا به، فقد مر بأطوار مختلفة، ازداد تجذرا وأصالة، واخترعوا منه خطوطا أخرى مأخوذة عنه، أو هي إن صح التعبير امتداد له، فمن تلك الخطوط:
  1. خط الشكستة: اخترعوه من خطي التعليق والديواني. وفي هذا الخط شيء من صعوبة القراءة، فبقي بسبب ذلك محصورا في إيران، ولم يكتب به أحد من خطاطي العرب أو ينتشر بينهم.
  2. الخط الفارسي المتناظر: كتبوا به الآيات والأشعار والحكم المتناظرة في الكتابة، بحيث ينطبق آخر حرف في الكلمة الأولى مع آخر حرف في الكلمة الأخيرة، وكأنهم يطوون الصفحة من الوسط ويطبعونها على يسارها. ويسمى (خط المرآة الفارسي).
  3. الخط الفارسي المختزل: كتب به الخطاطون الإيرانيون اللوحات التي تتشابه حروف كلماتها بحيث يقرأ الحرف الواحد بأكثر من كلمة، ويقوم بأكثر من دوره في كتابة الحروف الأخرى، ويكتب عوضا عنها. وفي هذا الخط صعوبة كبيرة للخطاط والقارئ على السواء.
  4. ومن وجوه تطور الخط الفارسي (التعليق) مع خط النسخ أن ابتدعوا منهما خط (النستعليق) وهو فارسي أيضا. وقد برع الخطاط عماد الدين الشيرازي الحسني في هذا الخط وفاق به غيره، ووضع له قاعدة جميلة، تعرف عند الخطاطين باسمه. وهي (قاعدة عماد).
وكان أشهر من كان يكتبه بعد الخطاطين الإيرانيين محمد هاشم الخطاط البغدادي والمرحوم محمد بدوي الديراني بدمشق، ولكن يبقي السبق للخطاطين الإيرانيين بلا منازع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق